القصيدة ( يا قادمين )
لا ترهقوا الشعب في تذكار ما ذهبا....
.......وصيّروا الوعد فعلا واهجروا الكذبا
شهـدُ الوعـودِ رمـتنـا فيـهِ قبلكــمُ.......
.......عصابـةٌ ذقـتُ منهــا الشـرَّ والنصبـا
وعلّمتنــا بأنَّ الحكـمَ موعظـةٌ.......
.......لمـن أتى بعـدهـم أو جـاء منتخبــا
كلمـحِ بـرقٍ واِنْ طـال الزمـان بـهِ....
.......ولّى سريعـاً كأنْ لـم يأتِ اذْ ذهبـا
فابنـوا البـلاد فمـا نلقـاهُ مـن كمـدٍ......
.......ومن خرابٍ وضيمٍ جاوز الحقبـا
اِلا وفي القلـب مـن نيرانـهِ لهبٌ......
.......وليس يخمـدُ بعـد اليـوم مـا التهبـا
يا قادميـن ، أرونـا صدق فعلكـمُ.....
....... فالصدق في الفعل منجاة لمن ركبـا
أم تحسبون بمــا قـد حـلّ مفسدةً....
........ رسمتموها مـع الأحـزاب والغربـا
وفي الدوائـر منهـم ثلـةٌ سرقـت .....
....... وأحكمتْ أمرها كي تبعدَ الريبــا
سفينة الشعبِ ضلّت في مسيرتها....
....... من ذا يقودُ ؟ ومسراها بنا اضطربـا
حتى اذا غـرقـتْ في بحـر فتنتِهـا......
........وضيّعتها رجـالٌ ترتـدي الحجبـا
كـلٌّ يقـول أنـا ذو خبـرةٍ فطـنٍ......
.......أقودكـم لستُ أرجـو منكـمُ طلبـا
اني أُعيــدُ لهـذا الشعبِ ثانيــةً........
......مجداً توارى وأمناً وارفـاً رحبـا
يا قادميـن ، أحقـاً تلك دعوتكـــم ؟ ....
......فأين منهـا فعـالٌ لـم تزدني اِبــا
تعدّدتْ صِوَرُ الأحـزاب واشتبكـتْ.....
......مباديء الأمس في أعناق مـن دأبـا
مـن يتـقِ الشـرَّ ايمـانـاً بعافيــةٍ........
.......يلقَ الذي فاتـهُ يومـاً واِن هربـا
فاقرعْ بشرِّك شرّا جاءَ مُحْتَرِباً.......
...... ولا تهـنْ واستعـنْ بالله محتسبـا
فلن تنـال َ يـدُ الأعـداءِ هامتنـا..........
.........وليس يبلــغ منّـا حـاقــدٌ اِرَبـــا
حتى غدا الوطن المحتل غاية مـن.......
........ يبغي استلابَ تراثٍ منه أو نشبا
أما ترون جدار البيت قـد هدمـتْ .......
....... أركانـهُ واستحلـتْ أرضـهُ عجبـــا
وجال فيـهِ الذي بالأمس يحسبهُ .....
......طودا على البعـدِ يخشاه اذا اقتربـا
يا قادميـن ، كفى نهبـاً ومهزلـةً .......
.......فمـا يحـاكُ لكـمْ لا يرتقي سببـا
والشعـبُ ضـجَّ بآلامٍ تؤرقـهُ...........
.......وتقتـلُ النصـر في عينيـهِ والأربا
محمد السويجت